كشف المستور: كيف دعمت أمريكا البرنامج النووي الإيراني في الأساس؟

2025-06-24
كشف المستور: كيف دعمت أمريكا البرنامج النووي الإيراني في الأساس؟
صحيفة سبق الالكترونية

في قلب طهران، يكمن مفاعل نووي صغير يحمل قصة مفارقة، قصة تتحدى المنطق وتكشف عن حقائق تاريخية قد تغير فهمنا للأزمة النووية الإيرانية الحالية. ففي ستينيات القرن الماضي، تلقت إيران تكنولوجيا نووية متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار برنامج "الذرات من أجل السلام". هذا البرنامج، الذي كان يهدف إلى تعزيز استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في الدول النامية، لعب دورًا محوريًا في تأسيس البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني الذي يثير الجدل اليوم.

القصة تبدأ في حقبة الحرب الباردة: في تلك الفترة، سعت الولايات المتحدة إلى كسب النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، وكانت إيران، تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، حليفًا استراتيجيًا هامًا. كان برنامج "الذرات من أجل السلام" أداة مهمة في هذه الاستراتيجية، حيث قدمت الولايات المتحدة مساعدات نووية للدول الصديقة، بما في ذلك إيران، بهدف تعزيز علاقاتها وتقوية موقفها في مواجهة الشيوعية.

ماذا كانت المساعدات الأمريكية تتضمن؟ لم تقتصر المساعدات الأمريكية على مجرد تقديم المعرفة التقنية، بل شملت أيضًا توريد معدات نووية متطورة، مثل المفاعلات البحثية، ومولدات الطاقة النووية، ومواد الوقود. بالإضافة إلى ذلك، قامت الولايات المتحدة بإرسال خبراء نوويين لتدريب المهندسين الإيرانيين وتشغيل هذه المعدات.

التطورات اللاحقة: بعد الثورة الإسلامية عام 1979، تغيرت الأوضاع السياسية في إيران بشكل جذري. أصبح البرنامج النووي الإيراني، الذي تأسس جزئيًا بفضل المساعدات الأمريكية، محورًا للتوترات الدولية. أثارت المخاوف بشأن طموحات إيران النووية قلقًا عالميًا، وأدت إلى فرض عقوبات دولية عليها.

التحول في السياسة الأمريكية: بعد سنوات من الدعم، تغيرت سياسة الولايات المتحدة تجاه البرنامج النووي الإيراني. بدأت واشنطن في فرض قيود على صادرات التكنولوجيا النووية إلى إيران، وسعت إلى منعها من تطوير أسلحة نووية. لكن الحقيقة التاريخية تظل قائمة: الولايات المتحدة لعبت دورًا غير مباشر في إنشاء الأساس الذي بنى عليه البرنامج النووي الإيراني.

الدرس المستفاد: قصة البرنامج النووي الإيراني هي تذكير معقد بتاريخ العلاقات الدولية، وكيف يمكن أن تتغير التحالفات والسياسات بمرور الوقت. كما أنها تسلط الضوء على أهمية فهم السياق التاريخي عند تحليل القضايا المعاصرة، وتجنب الأحكام المسبقة.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمكن التوفيق بين التاريخ المعقد والعلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وإيران؟ وهل يمكن التوصل إلى حل سلمي للأزمة النووية الإيرانية؟ هذه الأسئلة لا تزال مفتوحة، وتتطلب حوارًا بناءً وفهمًا متبادلًا.

توصيات
توصيات