أين اختفت الملاعب؟.. تساؤلات الشباب وتحدي انتشار الخرسانة في مدننا السعودية

في مشهد يتكرر في مختلف مدن المملكة العربية السعودية، يجد الشباب أنفسهم أمام واقع مُغيّر، حيث تتلاشى مساحات اللعب والترفيه التي كانت جزءًا لا يتجزأ من طفولتهم وحياتهم اليومية. لم تعد أصوات الضحكات وأقدام اللاعبين تتردد في الميادين والشوارع أمام المنازل كما كان يحدث في الماضي.
فقدان الملاعب والأماكن المخصصة لممارسة الرياضة ليس مجرد نقص في البنية التحتية، بل هو انعكاس لتغيرات اجتماعية وعمرانية جذرية. انتشار المباني الشاهقة والكتل الخرسانية أدى إلى استهلاك المساحات الخضراء والمفتوحة، مما حوّل مدننا إلى متاهات من الأسمنت والحديد.
تأثير سلبي على الصحة والنشاط البدني: هذا التغيير له تداعيات سلبية على صحة الشباب ونشاطهم البدني. فالرياضة والنشاط البدني يلعبان دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. وعندما يفتقد الشباب إلى أماكن لممارسة الرياضة، فإنهم يصبحون أكثر عرضة للجلوس وقلة الحركة، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها.
صرخة الشباب وتطلعاتهم: الشباب السعودي اليوم يدرك أهمية الرياضة والنشاط البدني، وهم يطالبون بتوفير المزيد من الملاعب والأماكن المخصصة لممارسة الرياضة في أحياءهم ومدنهم. هذه ليست مجرد مطالب، بل هي صرخة استغاثة من أجل استعادة جزء من طفولتهم وحياتهم الاجتماعية.
جهود حكومية ومبادرات مجتمعية: لحسن الحظ، تدرك الحكومة السعودية أهمية هذه القضية، وقد اتخذت خطوات جادة لتوفير المزيد من المساحات الخضراء والترفيهية في مختلف المدن. كما أنشأت العديد من المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة وتبني نمط حياة صحي.
نحو مدن أكثر صحة وسعادة: يجب أن يكون توفير الملاعب والأماكن المخصصة لممارسة الرياضة أولوية قصوى في خطط التنمية الحضرية. فالمدن الصحية هي مدن سعيدة، والشباب السعيد هو مستقبل مشرق للمملكة. يجب علينا جميعًا – الحكومة والمجتمع المدني والأفراد – أن نعمل معًا لإنشاء مدن توفر فرصًا متساوية للجميع لممارسة الرياضة والاستمتاع بحياة صحية ونشطة.
إن استعادة الملاعب والأماكن المخصصة لممارسة الرياضة ليست مجرد مسألة جمالية، بل هي ضرورة حتمية لضمان صحة وسعادة الأجيال القادمة. فلنعمل معًا لتحويل تساؤلات الشباب إلى واقع ملموس، ولنحول مدننا إلى واحات من النشاط والحياة.